تمكين وتأهيل الأطفال والمراهقين للحدّ من التوتّر والعنف والتطرّف في الأردن ولبنان
ورشات برنامج "شباب ضد العنف...سفراء السلام و"تخفيف آثار الصدمة وتعزيز القيم الانسانية"THRH and YAVAP في الأردن

في صيف عام 2017، تخرج 204 من الأطفال والشباب الأكثر هشاشة وتعرّضاً للخطر، من سوريا والأردن من البرنامج التدريبي المكثف (5 أيام) للتخفيف من آثار الصدمة، والعلاج والقيم الانسانية (THRH)، حيث أصبح 60 من الشبان السوريين والأردنيين من شباب ضد العنف وسفراء للسلام، الموكلين بالعمل على كبح وتخفيف الأثرفي مدارسهم ومجتمعهم.
لاحظ المشاركون والمشرفون ومدربو "IAHV الهيئة الدولية لتعزيز القيم الإنسانية " تحوّلاً كبيراً في آراء وسلوكيات وتصرفات الأطفال، حيث لوحظ أنّ الأطفال الذين كانوا يعانون من فقدان الثقة بالنفس، والقلق، والإكتئاب، وتوتر ما بعد الصدمة PTSD، والعزلة، وقد أصبحوا أكثر إنفتاحاً، وإيجابية وحماساً، كما تخلصوا من الصدمات التي لطالما كانوا يعانون منها.كما تحول الأطفال الخجولون والإنطوائيون إلى قادة فاعلين يأخذون على عاتقهم مسؤولية مشاريع السلام في المدارس والمجتمعات المحلية. كما أنخفضت نسبة الصراعات والنزاعات بين الأطفال، مما ساهم في إرتفاع نسبة القبول، والتقبّل والمشاركة في نشاطات في الرقص والغناء والإحتفال.

عند الانتهاء من ورشة عمل "تخفيف آثار الصدمة وتعزيز القيم الانسانية"THRHو/ أو ورشات برنامج "شباب ضد العنف...سفراء السلام YAVAP"، رصد لدى المرضى المشاركين إنخفاض في مستويات القلق بنسبة 25.92% ، ومستويات الإكتئاب بنسبة 25.46% ، ومستويات إضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 36.41% ، ومستويات مشاكل النوم بنسبة 40.61% ، وعوارض الشعور بفقدان الأمل بالمستقبل بنسبة 44.91%.
واعتماداً على شهادات المشاركين في ورشة عمل "تخفيف آثار الصدمة وتعزيز القيم الانسانية" THRH ، وملاحظات المدربين وردود الفعل التي كشفت عنها المنّظمات المشار إليها واستمارات التقييم، فإن تدريبات برنامج ورشة عمل "تخفيف آثار الصدمة وتعزيز القيم الانسانية"THRH قد ساهمت في تراجع مستويات الإكتئاب، والقلق، وإضطراب ما بعد الصدمة، والسلوك العنيف، كما ساهمت في تنمية شعور المشاركين بالأمان، والمشاعر الإيجابية، والثقة بالنفس، وآفاق وآليات التأقلم. إذ تحدث المشاركون في شهاداتهم حول برنامج ورشة عمل "تخفيف آثار الصدمة وتعزيز القيم الانسانية" THRH عن انخفاض في مستويات القلق، والتوتر والنزعة للعنف لديهم من خلال هذا البرنامج، كما تحدثوا عن كونهم أصبحوا قادرين على السيطرة على ردود أفعالهم قبل الشروع في نزاع مع مشاركين آخرين، وأصبحوا أكثر إيجابية في تطلعاتهم وآمالهم في الحياة المستقبلية.
وقد قامت المنظمات المشاركة، والتي وجّهت الأطفال بوضعية صعبة، والذين تتعامل معهم إلى المشاركة في التدريب، بالإعراب عن آرائها وملحوظاتها الإيجابية، إذ أنها رصدت إرتفاعاً في مستويات الثقة بالنفس، وإسترجاع التفاؤل والأمل في المستقبل، وتراجعاُ في مستوى العنف، وإرتفاعاً في مستويات الهدوء، والسكينة، والإلتحاق بالمدارس، وشعور جديد بالألفة ما بين الأطفال السوريين والأردنيين الذين اعتادوا الإنفصال عن بعضهم البعض.

قصص من التدريبات (فتيات ورشات برنامج YAVAP)
فتاة سورية بعمر الرابعة عشر تعيش مع والديها المحافظين
فتاة سورية بعمر الرابعة عشر تعيش مع والديها المحافظين : بكت في أول يوم من التدريب، لأنّ والديها يحثانها على أن تكون مثالية، لكنها لا تستطيع:" لا أستطيع أن أحصل على معدل 100% بالإمتحانات، أستطيع الحصول على98% فقط.إاذا طلبتم مني أن أرقص، لن أفعل، لأنني أعلم في قرارة نفسي أنني سأفشل. وإذا طلبتم مني أن أغني، لن أستطيع، لأنني لا أعرف كلمات الأغنية كلها."
فقد رفضت الفتاة المحاولة خشية الفشل، فيما غنت الفتيات الأخريات. أمّا في الليلة الأخيرة للتدريب، سألت والديها إن كان باستطاعتها ان تمضي الليلة معنا. وبعد حصولها على الإذن، حزمت أمتعتها وانطلقت فرحةً في اليوم التالي. وفي تلك الليلة، بعد أن تعلمت أن تعيش اللحظة كما هي، قامت ورقصت.
كانت خائفة أولاً، لكن بعد أن شجّعها جميع من حولها، بدأت تطلق العنان لإبتساماتها وتصفيقها وأطلقت نفسها.
كانت هذه المرة الأولى التي ترقص فيها، لم تكن تعلم ما يجب عليها أن تفعل بجسدها ويديها ورجليها وأردافها، لكنها لم تبالي. تحركت وضحكت وغمرتها الفرحة قائلةً إنها تشعر بالحرية.
فتاة أردنية يتيمة بعمر السادسة عشر
فتاة أردنية يتيمة بعمر السادسة عشر: رياضية ونشيطة جداً، لكنها مفرطة النشاط وتتجول دائماً. عندما تراها، ترى الثقة المطلقة. لكن عندما تقترب منها، تبعدك عنها بعيداً.
عندما مرت الأيام، أصبح سلوكها أقل خشونة وصرامة، وبدأ يظهر جانبها الضعيف. بعد أن دخلت في مشادة مع إحدى الفتيات، بقيت لعشر دقائق مختنقة بكلمات الإعتذار.
وأخيرا نطقت بها، لقد انهارت وهي تبكي وتردد "أنا آسفة". وفي نفس تلك الليلة، تفاعلت أكثر مع باقي الفتيات. قبل ذلك، كانت تستهجن إستماع الفتيات للموسيقى وتستنكر رقصهن، مؤكدةً على أن هذه التصرفات لا تليق بها.
أما في تلك الليلة، فانضمت إلى المجموعة وجلست في الصف الأول ورقصت كما لم تفعل ذلك من قبل ابداً.

لاجئة سورية بعمر السادسة عشر
محافظة وهادئة جداً. أراد والداها أن تستفيد تماماً من هذه التجربة، وأن تمضي كل الليالي في المخيم لتتعزز ثقتها بنفسها. لذا، كانت هي الفتاة السورية الوحيدة التي تبقى في الليل.
في الليلة الاولى،حول نار المخيّم، كانت تنظر خائفةً إلى كل من حولها، وهم يصفقون ويغنون ويستمتعون بوقتهم. وعندما سألناها عن أغنيتها المفضلة كي نغنيها لها ونجعلها تستمتع، نظرت إلى الخلف وهمست: "أنا لا أعرف أية أغنية، كلّ ما أعرفه هو القرآن الكريم". وفي تلك الليلة نفسها، نامت وهي ترتدي الحجاب خائفة من حكم الآخرين عليها إن هي خلعت حجابها. غير أنّ صوتها صار يرتفع مع مرور الأيام ومع حضور الجلسات.
وفي اليوم الأخير، صارت تتبادل الآراء مع الآخرين، وأصبحت تتكلم بصوت مسموع.
وفي آخر جلسة حول نار المخيم، عزفت بنفسها على الطبول، ضربت عليها بحماس وشجعت كل واحد على الغناء لمشاركتها بنفس اللحن. وبعد مشاهدة فيلم تلفزيوني تدور قصته حول مواجهة وتخطي الصعاب ومعرفة الانسان لمواهبه الحقيقية، كانت أول المعلّقين، حيث قالت بصوت مرتفع:" تضع الحياة في طريقك الكثير من التحديات، والأمر يعود عليك إذا ما كنت ترغب بأخذها وتحويلها إلى شيء مثمر".
شهادات


في فترة مبكرة جداً من التدريب، نشأ جوّ من التّرابط بين الشباب من مختلف المناطق، والجنسيات والخلفيات، وكذلك بين الشباب والمشرفين عليهم والمدربين، واستمر ذلك حتى الآن.

وغالباً ما يتحدث المشاركون عن ارتفاع مستوى ثقتهم بأنفسهم. وقد ثبت أنّ السماح للمشاركين بقيادة التمارين، ومشاريع السلام الخاصة في مجتمعاتهم، يعتبر طريقة ناجحة لضمان ثقتهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية داخل مدارسهم، ومنازلهم ومجتمعاتهم.
يشعر معظم المشاركين بأن ورشة عمل الهيئة الدولية للقيم الإنسانية IAHV بأنّها توفّر لهم مساحة آمنة، حيث يمكن لكل مشارك التعبير عن نفسه دون التفكير بالعواقب، في سبيل إيجاد مساحة يشعرون فيها بالراحة والطمأنينة.

جمعية قرى الأطفال SOS - قصة نجاح
إعتاد أطفال جمعية قرى الأطفال SOS على الإنعزال، دون التفاعل مع المجتمع، الأمر الذي يفقدهم الثقة بأنفسهم وبالغير. في قرى الأطفال SOS في عمّان، كل بيت، هو بطريقة ما، يشبه قلعة خاصة لعصابة. ولكن بعد مشاركتهم في برامج الهيئة الدولية للقيم الإنسانية IAHV، لوحظ أن هناك تغيير إيجابي كبير على مستوى العلاقات داخل القرية. بعد ورشات برنامج "شباب ضد العنف...سفراء السلام YAVAP ، بدأ الشباب من منازل مختلفة يلتقون ويدرسون معاً، وأصبح الشباب، الذين كانو أعداءً في السابق، بمثابة أصدقاء، وحلّت الأخوّة محل الخلافات.

بالتعاون مع الهيئة الدولية للقيم الإنسانية IAHV، حققت جمعية قرى الأطفال SOS إحدى أكبر نجاحاتها، وقد تجسد في إحداث تغيير في شخصيات الأطفال. إذ لوحظ ولأول مرة رغبة أطفالهم بالإختلاط والتفاعل مع الشباب. فقد تخلص الأطفال من الخجل والإمتناع عن المخالطة ومن الإحراج، وتحرروا للتعبير عن مشاعرهم، فاكتسبوا التحفيز الداخلي. وعبّرت الإدارة عن تفاجئها الإيجابي بالتغيير الذي لاحظته.
فتاة يتيمة في السادسة عشر من العمر، تسكن في قرى الأطفال SOS
إشتكى من هم حولها من عنفها وعدائيتها. وقد أوضح المشرف أنها تصبح كالثور الهائج عندما يستفزّها أحدهم. فمنذ ست سنوات، كان والدها في حالة سكر عندما ضرب والدتها حتى الموت أمام ناظريها، ثم سلّم نفسه إلى السلطات. منذ ذلك الحين، يثير أي موقف يهددها تلك الذكريات وتبدأ بالهجوم والإعتداء. لقد استفزها يوماً تعليق بسيط من صديقة في المخيم، فصرخت وراحت تخدش وجهها. بعد الجلوس والتحدث معها، تذكرت الآليات التي تعلمتها أثناء التدريب وهدأت لتقول:
عندما بدأ أطفال قرى الأطفالSOS بزيارة مستشفى سرطان الأطفال كجزء من تدريبهم في ورشات برنامج "شباب ضد العنف...سفراء السلام YAVAP " ، قرر الصبية حلق رؤوسهم دعماً وتعاطفاً مع مرضى السرطان. بالنسبة لهم، خاصة ممّن يرون في قصة شعرهم جانباً مهماً من مظهرهم وشخصيتهم، كانت هذه رسالة جديدة وقوية نابعة من القلب للتعاطف مع الآخرين.
تبرع لهذا المشروع
ساعدنا من خلال دعم هذا المشروع بأموال مطلوبة بشدة.
شارك معنا
هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها العمل معنا - نحن نبحث عن أشخاص للمساعدة.

Co-funded by the European Union

Implemented by Crossarts and IAHV
These project pages are created and maintained with the financial support of the European Union. Its contents are the sole responsibility of IAHV and do not necessarily reflect the views of the European Union.